- النقاط
- 1,361
طهارة في وجه الظلم"
البداية
كانت أسماء فتاة هادئة، من تلك الأرواح النادرة التي تشبه الزهر الأبيض في بستانٍ موحل. ترعرعت في كنف والدتها بعد أن فقدت والدها في سن صغيرة، وتعلمت من أمها أن تحفظ نفسها، وتكون نقيّة القلب، عفيفة النظرة والنية. كانت تعيش في حي بسيط، لا تملك فيه سوى كرامتها وكتبها وأحلامها.
اللقاء الأول
في إحدى ندوات الجامعة، التقت بـ "زياد". شاب وسيم، مثقف، له حضور طاغٍ وكلمات ساحرة. تبادلوا الحديث في المرة الأولى كزملاء، لكن شيئًا ما في نظراته أخبرها أنه مختلف. لم تكن تعرف أن ذلك اليوم سيكون بداية قلبٍ يُخدع، وروحٍ تُظلم.
نمو المشاعر
مرت الشهور، وزاد التقارب بينهما. زياد كان يعاملها بلطفٍ مبالغ، ويغمرها بكلمات الحب والاهتمام. وكانت أسماء تسكنه شيئًا فشيئًا، لكنها رغم حبها الشديد، لم تتجاوز معه حدود الاحترام. كانت تراه أملًا جديدًا لحياة تستحقها.
بداية الشك
لكن زياد، في لحظة من اللحظات، بدأ يتغير. أصبح يسأل أسئلة غريبة: أين كنتِ؟ لماذا لم تردي بسرعة؟ من هذا الذي علّق على صورتك؟ كانت أسماء تحاول تهدئته، وتشرح له أنها لم تعرف غيره، ولم تفتح قلبها لأحد قبله. لكنه لم يكن يصغي.
المواجهة
وفي ليلة باردة، بعد مشادة كلامية طويلة، واجهها زياد بكلمات قاسية:
"أنتِ لستِ كما تدّعين... أنا أشك في طهارتك."
انكمشت أسماء كطفلة ضائعة في صحراء الكلمات الجارحة. حاولت أن تُقسم، أن تشرح، أن تذكّره كم كانت عفيفة، كم كانت تخاف حتى من أن تلمسه.
القرار المجنون
لكن زياد، وقد تملكه الشك والغيرة والجنون، قرر أن يفعل ما لا يُغتفر. دعاها إلى مكان بعيد بحجة الحديث بصدق. وهناك، في عتمة الطريق، وبين الأشجار الصامتة، أمسك بها بعنف، ونظر في عينيها وقال:
"إذا لم تكوني لي وحدي... فلن تكوني لأحد."
وأطلق عليها رصاصة واحدة.
الصدمة
هرب زياد، وادعى أنها حاولت إيذاءه، وأنه دافع عن نفسه. لكن الشرطة وجدت جثتها، وبدأت التحقيقات. الجميع صُددمم، خاصة من عرف أسماء، العفيفة الهادئة، صاحبة الابتسامة التي لا تُنسى.
الحقيقة تظهر
جاء تقرير الطب الشرعي بعد أيام. كان واضحًا قاطعًا: "الفتاة لم تُمسّ، ولم تتعرض لأي علاقة جسدية طوال حياتها."
أسماء كانت طاهرة... كما كانت دائمًا. ماتت على نقائها، بعدما خانها من أحبته بكل صدق.
النهاية المأساوية
حُكم على زياد بالسجن المؤبد. لكن لا أحد استطاع أن يعيد لأسماء ضحكتها، ولا لعينيها البريئتين ذلك البريق. كانت نهاية فتاة لم تعرف إلا الحب الطاهر، فقُتلت لأنها كانت أنقى من أن تُفهم.
الذكرى
وبقيت أسماء قصة تُروى في كل حي، تُدرّس في كل مدرسة، ويُقال عنها:
"كانت أنظف من كل الاتهامات... لكنها دفعت ثمن طهرها، حين وقع في قلب رجل لم يفهم معنى العفة
البداية
كانت أسماء فتاة هادئة، من تلك الأرواح النادرة التي تشبه الزهر الأبيض في بستانٍ موحل. ترعرعت في كنف والدتها بعد أن فقدت والدها في سن صغيرة، وتعلمت من أمها أن تحفظ نفسها، وتكون نقيّة القلب، عفيفة النظرة والنية. كانت تعيش في حي بسيط، لا تملك فيه سوى كرامتها وكتبها وأحلامها.
اللقاء الأول
في إحدى ندوات الجامعة، التقت بـ "زياد". شاب وسيم، مثقف، له حضور طاغٍ وكلمات ساحرة. تبادلوا الحديث في المرة الأولى كزملاء، لكن شيئًا ما في نظراته أخبرها أنه مختلف. لم تكن تعرف أن ذلك اليوم سيكون بداية قلبٍ يُخدع، وروحٍ تُظلم.
نمو المشاعر
مرت الشهور، وزاد التقارب بينهما. زياد كان يعاملها بلطفٍ مبالغ، ويغمرها بكلمات الحب والاهتمام. وكانت أسماء تسكنه شيئًا فشيئًا، لكنها رغم حبها الشديد، لم تتجاوز معه حدود الاحترام. كانت تراه أملًا جديدًا لحياة تستحقها.
بداية الشك
لكن زياد، في لحظة من اللحظات، بدأ يتغير. أصبح يسأل أسئلة غريبة: أين كنتِ؟ لماذا لم تردي بسرعة؟ من هذا الذي علّق على صورتك؟ كانت أسماء تحاول تهدئته، وتشرح له أنها لم تعرف غيره، ولم تفتح قلبها لأحد قبله. لكنه لم يكن يصغي.
المواجهة
وفي ليلة باردة، بعد مشادة كلامية طويلة، واجهها زياد بكلمات قاسية:
"أنتِ لستِ كما تدّعين... أنا أشك في طهارتك."
انكمشت أسماء كطفلة ضائعة في صحراء الكلمات الجارحة. حاولت أن تُقسم، أن تشرح، أن تذكّره كم كانت عفيفة، كم كانت تخاف حتى من أن تلمسه.
القرار المجنون
لكن زياد، وقد تملكه الشك والغيرة والجنون، قرر أن يفعل ما لا يُغتفر. دعاها إلى مكان بعيد بحجة الحديث بصدق. وهناك، في عتمة الطريق، وبين الأشجار الصامتة، أمسك بها بعنف، ونظر في عينيها وقال:
"إذا لم تكوني لي وحدي... فلن تكوني لأحد."
وأطلق عليها رصاصة واحدة.
الصدمة
هرب زياد، وادعى أنها حاولت إيذاءه، وأنه دافع عن نفسه. لكن الشرطة وجدت جثتها، وبدأت التحقيقات. الجميع صُددمم، خاصة من عرف أسماء، العفيفة الهادئة، صاحبة الابتسامة التي لا تُنسى.
الحقيقة تظهر
جاء تقرير الطب الشرعي بعد أيام. كان واضحًا قاطعًا: "الفتاة لم تُمسّ، ولم تتعرض لأي علاقة جسدية طوال حياتها."
أسماء كانت طاهرة... كما كانت دائمًا. ماتت على نقائها، بعدما خانها من أحبته بكل صدق.
النهاية المأساوية
حُكم على زياد بالسجن المؤبد. لكن لا أحد استطاع أن يعيد لأسماء ضحكتها، ولا لعينيها البريئتين ذلك البريق. كانت نهاية فتاة لم تعرف إلا الحب الطاهر، فقُتلت لأنها كانت أنقى من أن تُفهم.
الذكرى
وبقيت أسماء قصة تُروى في كل حي، تُدرّس في كل مدرسة، ويُقال عنها:
"كانت أنظف من كل الاتهامات... لكنها دفعت ثمن طهرها، حين وقع في قلب رجل لم يفهم معنى العفة